فضل العشر الاوخر من رمضان

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله، وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:
فيا عبادَ الله: ﴿ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ .

معاشر المؤمنين:
اشكروا الله على نعمه التي لا تعدُّ ولا تحصى، ومن هذه النعم العظيمة أن بلَّغكم رمضان وقد حُرِمَ هذه النعمة كثير من الناس،  ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ .

﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ . ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ  [4]. وإن شكرتموه بأفعالكم وأقوالكم وقلوكم زادكم من فضله، وإحسانه، وتوفيقه، وامتنانه، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ .

عباد الله:
كُنَّا بالأمس القريب نستقبل رمضان بالبهجة والسرور، وقد أسرعت الأيام حتى ذهب أكثره وقد أحسن أنَاسٌ في الأيام الماضية فصاموا النهار وقاموا الليل، وقرأوا القرآن، وتصدقوا وأحسنوا، وتركوا المعاصي والسيئات، فلهم الأجر العظيم، والثواب الكبير، وعليهم المزيد في الباقي من أيام رمضان المبارك، وقد أساء آخرون فأخلُّوا بالصيام، وتركوا القيام، وسهروا الليالي الطوال على قيل وقال، وإضاعة المال، ومنعٍ وهات، وهجروا القرآن، وبخلوا بأموالهم، لكن الله تعالى ذو الفضل العظيم والإحسان العميم، يقبل التوبة ويعفو عن السيئات لمن تاب وأناب، وقد جعل سبحانه العشر الأواخر من رمضان فرصة لمن أحسن في أول الشهر أن يزاد، ولمن أساء أن يستدرك ما فاته؛ ويغتنم هذه الأيام العشر في الطاعات وما يقربه من الله تعالى، والعشر الأواخر لها خصائص وفضائل منها:
 نزول القرآن في العشر الأواخر من رمضان، في ليلة القدر، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ . وقال عز وجل: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ﴾ . وهذا من أعظم فضائل العشر: أن الله أنزل هذا النور المبين فأخرج به من الظلمات إلى النور، ومن الجهل إلى نور العلم والإيمان، وهذا القرآن العظيم شفاءٌ وهدىً ورحمةٌ للمؤمنين، وموعظة وشفاء لما في الصدور، ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ .

 ومن خصائص هذه العشر الأواخر ليلة القدر والعبادة في هذه الليلة خير من العبادة في ألف شهر، فالعبادة فيها خير وأفضل من العبادة في ثلاث وثمانين سنة وما يقرب من أربعة أشهر، وهذا فضل عظيم لمن وفقه الله تعالى. قال عز وجل: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾  .

وليلة القدر لها فضائل كثيرة، منها:
الفضيلة الأولى: أن الله أنزل القرآن فيها الذي به هداية العباد وسعادتهم في الدنيا والآخرة ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ وقال عز وجل: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ .

الفضيلة الثانية: في هذه الليلة يفرق كل أمر حكيم، أي يُفصل من اللوح المحفوظ ما هو كائن في السنة: من الأرزاق، والآجال، والخير والشر.

الفضيلة الثالثة: ما يدل عليه الاستفهام من التفخيم والتعظيم لهذه الليلة في قوله سبحانه: ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ﴾.

الفضيلة الرابعة: أن هذه الليلة مباركة ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾.

الفضيلة الخامسة: أن هذه الليلة خير من ألف شهر.

الفضيلة السادسة: تتنزل الملائكة فيها، والروح وهو جبريل؛ لكثرة بركتها، وهم لا ينزلون إلا بالخير والبركة.

الفضيلة السابعة: أن هذه الليلة سلام حتى مطلع الفجر؛ لكثرة السلامة فيها من العقاب، والعذاب، بما يقوم به العبد من طاعة الله عز وجل.

الفضيلة الثامنة: أن من قامها إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه .

الفضيلة التاسعة: أن من أدركها واجتهد فيها ابتغاء مرضاة الله فقد أدرك الخير كله، ومن حرمها فقد حُرِم الخير كله، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أتاكم رمضان شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تُفتحُ فيه أبواب الجنة، وتُغلقُ فيه أبواب الجحيم، وتُغلُّ فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حُرِم"[11].

وعن أنس رضي الله عنه قال: دخل رمضان فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، من حُرِمَها فقد حُرِمَ الخير كله، ولا يحرَمُ خيرَها إلا محرومٌ" .

الفضيلة العاشرة: أن الله أنزل في فضلها سورة كاملة تُتلى إلى يوم القيامة: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾.

 ومن خصائص هذه العشر اجتهاد النبي - صلى الله عليه وسلم - في قيامها، والأعمال الصالحة فيها اجتهاداً عظيماً، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله، وجدَّ وشدَّ المئزر" . ومعنى شد المئزر: أي شمر واجتهد في العبادات، وقيل: كناية عن اعتزال النساء. وعنها رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره" .

وهذا الإحياء شامل لجميع أنواع العبادات: من صلاة، وقرآنٍ، وذكرٍ، ودعاء، وصدقة، وغيرها، ومما يدل على فضل العشر: إيقاظ الأهل للصلاة والذكر، ومن الحرمان العظيم أن ترى كثيراً من الناس يُضيِّعون الأوقات في الأسواق، وغيرها، ويسهرون فإذا جاء وقت القيام ناموا، وهذه خسارة عظيمة، فعلى المسلم الصادق أن يجتهد في هذه العشر المباركة، فلعله لا يدركها مرة أخرى باختطاف هاذم اللذات، ولعله يجتهد فتصيبه نفحة من نفحات الله تعالى فيكون سعيداً في الدنيا والآخرة.

 ومن خصائص هذه العشر الاعتكاف فيها، وهو لزوم المسجد لطاعة الله تعالى، وهو ثابت بالكتاب والسنة، قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ  . وعن عائشة رضي الله عنها، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرين يوماً" . وفي لفظ: "كان يعرضُ على النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قُبض فيه، وكان يعتكف في كل عام عشراً فاعتكف عشرين في العام الذي قُبض فيه" . وذكر ابن حجر رحمه الله أن المراد بالعشرين: العشر الأوسط والعشر الأخير ، ويدل على معناه حديث أبي سعيد رضي الله عنه في صحيح مسلم .

وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعتكف في العشر الأوسط من رمضان، فاعتكف عاماً حتى إذا كان ليلة إحدى وعشرين قال: "من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر فقد رأيت هذه الليلة ثم أنسيتها... فالتمسوها في العشر الأواخر والتمسوها في كل وتر" . وفي حديث أبي سعيد رضي الله عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اعتكف العشر الأول من رمضان، ثم اعتكف العشر الأوسط، ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: "إني أعتكف العشر الأول ألتمس هذه الليلة، ثم اعتكفت العشر الأوسط، ثم أتيت فقيل لي: إنها في العشر الأواخر، فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف" فاعتكف الناس معه، قال: "وإني أُريتُها ليلة وترٍ..."  . وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجدُ الناس بالخير، وكان يلقاه في كل ليلةٍ في شهر رمضان حتى ينسلخ يعرضُ عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة" .

والمقصود بالاعتكاف انقطاع الإنسان عن الناس ليتفرغ لطاعة الله تعالى في مسجد من مساجد الله طلباً لفضل ثواب الاعتكاف من الله تعالى، وطلباً لإدراك ليلة القدر، وله الخروج من معتكفه فيما لا بد منه: كقضاء الحاجة، والأكل والشرب إذا لم يُمكن ذلك في المسجد.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾  .

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم،فإن أحسنت فمن الله، وإن أسأت أو أخطأت فمن نفسي، والشيطان . و الله اعلم .


عشرة فوائد صحية للصيام

للصيام عدة فوائد صحية منها :
1- الصيام مع السموميقوم الصيام مقام المنقي والمخلص من السموم الكثيرة الموجودة باجسامنا، والتي تكون نتيجة التلوث والأطعمة المصنعة والزيوت المهدرجة ونمط الحياة الحديثة.
والصيام لوقت طويل -يمتد لأكثر من خمسة عشر ساعة يوميا- يستهلك هذه السموم المخزنة داخل أجسامنا ويفرزها خارج الجسم.

2- الالتهاباتمع خروج السموم خارج الجسم يخرج معها الكثير من المواد المسببة للالتهابات، فتتحسن حالات آلام المفاصل والحساسية.

3- الصيام يقوي جهاز المناعةوجد أن الصوم المتقطع (مثل رمضان)، يزيد من إنتاج البروتينات المناعية (IgA) في الدم، والأمعاء الدقيقة، ويزيد من إفراز السموم وطرد البكتيريا خارج الجسم.

4- الصوم يقينا من الأوراممع فترات الصوم الطويلة تُستَهلك بعض خلايا الجسم نتيجة للجوع والعطش، ولكن يبدأ الصوم باستهلاك الخلايا الضعيفة والتالفة، والتى تحتوي على خلل فيخلص الجسم منها (لو تركت قد تسبب الأورام لاحقا).

5- الصيام منقذ للجهاز الهضميلا يوجد جهاز من أحهزة الجسم قد تعب منا ومما نعمله به ليل نهار أكثر من الجهاز الهضمي، فإذا جاء رمضان أخذ هذا الجهاز المرهق راحة يومية لساعات طويلة.

لا يتوقف الجهاز عن العمل لكن وظائفه الحيوية الأساسية مستمرة، مثل إفراز العصارة الهضمية والهضم ولكن بمعدلات أقل، وينصح مرضى قرحة المعدة بمراجعة الطبيب قبل اتخاذ قرار الصوم.

6- أهمية الصوم للقلب والأوعية الدمويةمن أكثر الأبحاث والدراسات التي جرت على الصيام هو تأثيره على جهاز الدوران، حيث أثبتت تلك الدراسات أن الصوم لم يؤدّ إلى زيادة أمراض القلب الحادة، ويمكن لمعظم مرضى القلب الصوم بأمان.

وخلصت تلك الدراسات إلى أن:الصوم يعدل دهون الدم فيرفع الكولستيرول النافع(HDL-c) من 40-50%، بينما انخفضت نسب الخطورة ومعدلات الكولستيرول الكلي (T-chol) والكولستيرول الضار(LDL-c).

ويساعد الصوم على خفض ضغط الدم سواء الضغط الانقباضى أو الانبساطى، هذا إذا التزمنا بنظام صحي ومعتدل غني بالألياف وبعيد عن السكريات.

7- الصوم هام لتخفيض الوزنالصوم فرصة كبيرة لتخفيض الوزن، فهو يعمل على أكثر من متغير فيما يتعلق بالوزن. في دراسة أجريت على 240 شخصا، وجد أن الصوم يؤدي إلى خفض الوزن العام وكتلة الدهون فى جميع الحالات تقريبا، وتقليل محيط الوسط والأرداف في معظم الحالات، وذلك عند الأشخاص الذين لم يتجاوزوا السعرات المعتادين عليها قبل الصيام.

8- الصوم ومرضى السكريبالنسبة للسكري من النوع الثاني، يكون للصيام أثر فعال فى راحة البنكرياس لفترات طويلة حيث تقل مقاومة الأنسولين (Insulin resistance)، وتتحسن بشكل كبير معدلات السكر بالدم، أما السكري من النوع الأول فلا بد من مراجعة الطبيب قبل اتخاذ قرار الصوم.

9- رمضان فرصة للتعافي من الإدمانالإدمان فى كل صوره، بداية من الإدمان البسيط مثل إدمان الكولا والشوكولاتة، إلى الإدمان المتوسط مثل التدخين، وحتى إدمان المخدرات.

القوة الروحية في هذا الشهر الكريم، مع الامتناع عن تناول تلك المواد فترات طويلة، ووجودك مع أصحاب الخير في المساجد لساعات طويلة، يعطي الإنسان فرصة وأملاً في التعافي من هذه المهلكات.

10- الفوائد تأتي مع الصوم فقطكل هذه الفوائد وأكثر تحدث عند الصيام عندما يكون صياما فعليا (قليل السكريات والدهون كثير الألياف والخضروات معتدل الفاكهة)، أما إذا أكلنا ما بين الإفطار والسحور مثل أو أكثر مما نأكل فى غير رمضان، ضاعت الفائدة وعم الكسل والخمول وخرجنا من الشهر الكريم بوزن أكبر وصحة أقل.

هذه فوائد مختصرة وسريعة ولكن تابعونا في الشهر الكريم لتتعرفوا على تفاصيل الصيام مع أجهزة الجسم وكيفية الاستفادة القصوى من هذه الأوقات الطيبة. و الله اعلم


اداب الصيام


الأدب عنوان فلاح المرء، ومناط سعادته في الدنيا والآخرة, وأكمل الأدب وأعظمه هو الأدب مع الله جل وعلا بتعظيم أمره ونهيه والقيام بحقه، ولذا فإن لكل عبادة آداباً, فالصلاة لها آداب, والحج لها آداب, والصوم كذلك له آداب عظيمة، لا يتم إلا بها, ولا يكمل إلا بأدائها.

وآداب الصيام منها ما هو واجب، يلزم العبد أن يحافظ عليها ويلتزم بها, ومنها ما هو مستحب يزداد العبد بفعلها أجراً وثواباً.

فمن الآداب الواجبة: أن يقوم الصائم بما أوجب الله عليه من العبادات القولية والفعلية, ومن أهمها الصلاة المفروضة, التي هي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين, فيجب على الصائم المحافظة عليها, والقيام بأركانها وشروطها, وأدائها مع جماعة المسلمين, وكل ذلك من التقوى التي شُرع الصيامُ من أجلها.

ومن الآداب الواجبة: أن يجتنب الصائم جميع ما حرم الله عليه من الأقوال والأفعال, فيحفظ لسانه عن الكذب والغيبة والنميمة والسب والشتم وفحش القول, ويحفظ بصره عن النظر إلى المحرمات, ويحفظ أذنه عن الاستماع للحرام, ويحفظ بطنه عن كل مكسب خبيث محرم.

وليس من العقل والحكمة أن يتقرب العبد إلى ربه بترك المباح كالطعام والشراب, ولا يتقرب إليه بترك ما حُرِّم عليه في كل حال, ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح: (من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه).

وأُمِر الصائم بحفظ لسانه عن اللغو وفحش القول والجهل على الناس حتى وإن تعرض للأذى من غيره، يقول صلى الله عليه وسلم: (الصيام جُنَّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفُث، ولا يصخب, فإن سابَّه أحد، أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم) متفق عليه.

فحقيقة الصيام إذن ليست مجرد الإمساك عن المفطرات الحسية فحسب, فإن ذلك أهون ما في الأمر, كما قال بعضهم: "أهون الصيام ترك الشراب والطعام", وقال عليه الصلاة والسلام: (ربَّ صائم حظه من صيامه الجوع والعطش) رواه الإمام أحمد وابن ماجه بسند صحيح، بل لا بد مع ذلك من حفظ الجوارح، واستعمالها فيما يرضي الله:
إذا لم يكن في السمع مني تصاونٌ



 وفي بصري غضٌّ وفي منطقي صَمتُ
 فحظي إذن من صوميَ الجوع والظما
  فإن قلتُ: إني صمت يومي فما صُمت
يقول جابر رضي الله عنه مبيناً حقيقة الصيام: "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم, ودع أذى الجار, وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك, ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء".

وأما الآداب المستحبة فمنها: السُّحور وهو الأكل آخر الليل, وسمي بذلك؛ لأنه يقع في وقت السَّحَر, وقد أمر به صلى الله عليه وسلم، فقال: (تسحروا فإن في السُّحور بركة). متفق عليه, وهو الفاصل بين صيامنا وصيام أهل الكتاب, والسنة تأخيره, ويتحقق السُّحور ولو بشربة ماء.

ومن الآداب المستحبة: تعجيل الفطر، قال صلى الله عليه وسلم: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر) متفق عليه. وينبغي للصائم أن يحرص على الدعاء عند فطره، فإن للصائم عند فطره دعوة لا تُرَدُّ, ويُسن له أن يقول: (ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله) رواه أبو داود.

ومن آداب الصيام المستحبة: كثرة قراءة القرآن والذكر والدعاء والصدقة, والاستكثار من أنواع الخير والعمل الصالح.

هذه بعض آداب الصيام, فلتحرص -أخي الصائم- على التأدب بها, وأن تحفظ صومك من كل ما يجرحه، أو ينقص أجره، نسأل الله أن يرزقنا حسن الأدب معه, وأن يتقبل منا صيامنا وقيامنا، إنه جواد كريم. و الله اعلم



ماهي مدة ختم القران الكريم

مدة ختم القران :

ليس له مدة محدودة، وأحسن ما يفعل في ذلك: ما بيَّنه النبي ﷺ لعبد الله بن عمرو بن العاص لما سأله عن كيفية قراءة القرآن، فأخبره عبد الله أنه يختم في كل يوم ويصوم الدهر، فأمره النبي ﷺ أن يصوم ويفطر، وأن ينام ويقوم، وأن يختم في كل شهر، وقال إن لنفسك عليك حقًا، وإن لأهلك عليك حقًا، وإن لضيفك عليك حقًا، فأعط كل ذي حق حقه فاستزاده عبد الله فانتهى معه إلى أسبوع، قال: اقرأه في كل أسبوع، في كل سبعة أيام.
فأفضل ما يقرؤه في سبعة أيام، وإن زاد فلا حرج، في شهر.. في عشرين.. في أكثر، وأقل ما يقرؤه فيه ثلاثة أيام، كما في الحديث: لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
فإذا اعتاد الإنسان أن يقرأه في سبع كما كان كثير من الصحابة يفعلون ذلك، كانوا يحزبونه سبعة أحزاب، ويختمون في كل أسبوع، هكذا كان جمع من الصحابة .
في يوم: البقرة وآل عمران والنساء، وفي اليوم الثاني: المائدة والأنعام والأعراف والأنفال والتوبة، وهكذا حتى يكمل السبع ثلاثًا.. خمسًا.. سبعًا.. تسعًا.. إحدى عشرة، ثلاث عشرة، والحزب السابع حزب المفصل: ق والقرآن المجيد.. إلى آخره.
هذا من عمل جملة من الصحابة، وهو عمل طيب، وفيه تيسير وعدم مشقة، وإن قرأه في شهر أو في عشرين يوم أو في أكثر؛ فالأمر واسع والحمد لله . و الله اعلم .




ختم القران في ثلاثة ايام

ختم القران في ثلاثة ايام :
1 - قراءة جزءٍ بعدَ أذان الفجر (ما بين الأذان والإقامة) ويستغرق 20 دقيقة.
2 - قراءة ثلاثة أجزاء بعد صلاة الفَجر، وتستغرق ساعة.
3 - قراءة جُزأين بعد صلاة الظهر، وتستغرق 40 دقيقة.
4 - قراءة ثلاثة أجزاء بعد العصر، وتستغرق ساعة.
5 - قراءة جزء قبل صلاة العشاء، ويستغرق 20 دقيقة.

وبهذا تختم عشرةَ أجزاء كلَّ يوم بإذن الله عزَّ وجل وعونه تعالى وتوفيقه، فاستعِنْ بالله؛ فإنَّ الأجر عظيم والزَّمانَ نفيس، وقد جَرَّبَ البعضُ هذه الطريقة هذه الأزمنة ووفَّقهم الله عزَّ وجلَّ لهذا الأمر.


دعاء دخول شهر رمضان كما ورد في السنة النبوية

دعاء دخول شهر رمضان كما ورد في السنة النبوية 

لا يوجد دعاء خالص لدى دخول شهر رمضان المبارك ولكنه ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال في رمضان وفي غيره يقول‏:‏ ” ‏اللهم أهله علينا باليُمن والإيمان والسلامة والإسلام هلال خير ورشد ربي وربك الله “.
وفي بعض الروايات أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول‏:‏ ‏ ” الله أكبر اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله ”
كما أنه صلى الله عليه وسلم كان يكثر من الصلاة والدعاء وقراءة القرآن والصدقة وتحري ليلة القدر.

نسأل الله أن يكون هذا الشهر الكريم شهر عزة وخير ونصر للإسلام والمسلمين‏ .




دعاء اليوم الأول من رمضان


دعاء اليوم الأول من رمضان :

اَللّهُمَّ اجْعَلْ صِيامي فيهِ صِيامَ الصّائِمينَ وَ قِيامي فيِهِ قِيامَ القائِمينَ ، وَ نَبِّهْني فيهِ عَن نَوْمَةِ الغافِلينَ ، وَهَبْ لي جُرمي فيهِ يا اِلهَ العالمينَ ، وَاعْفُ عَنّي يا عافِياً عَنِ المُجرِمينَ